دخلت الى مدخل البناية الواسع، صعدُت بالمصعد، ارى نفسي في المرآه امرأه واثقة قوية لا يهمُها مواجهه ما سيحدث بعد دقائق، عندما ادفن ذكرياتي تعودت ان لا انبش القبور، فليبقى ماتحت الركام راقداً حتى نترك مساحة لمولود جديد ..
إنتهت الطوابق الاربعة خرجت وتقدمت من رقم الشقة 44 ابتسمت لطالما احببت الارقام الزوجية، ضغطت على الجرس تأكدت من زقزقة العصافير المنبئة بقدوم ضيف، صليتُ سريعاً لم استطِع ان اكمل اكثر من: اعطني القوة ..
هو: اهلاً، مريم.
ابتسمت بثقة: اهلاً كيف حالك، هذ …
هو: تفضلي بالأول.
انا وقد تقدمت خطوتين داخل المنزل مما يسمح له فقط بقفل الباب حتي لا اسده بجسدي_لا اعلم لما أهتميت بزوايا فتح وقفل الباب في حين إني سأرجع منه بعد دقيقتين_ وقد كان ممدت يدي برزمة ملفوفة في خيط دبارة عريض به سبعة كتب ضخمة.
– تفضل اسفة ان اخرتهم.
ابتسم بهدوء: اخرتِهم سنة ونصف يا مريم، اليس هذا ما بقيناه سوية متحابين؟
انا رفعت ذقني سنتيمترين زيادة: اتمني ان لا اكون سببت لك ازعاج، اراك على خير.
هو: الا تريدين ممتلكاتك التي مازالت عندي؟!
انا : اذا كانت جاهزة سأنتظر ولكن ليس لأكثر من دقائق.
وضع الكتب على مكتبه ودخل غرفته يحضر اشيائي، بعض سخافات اعطيته إياها ظناً مني اننا سنكون العمر كله معاً فكل شيء صغير يستخدم يومياً تقريباً تشاركناه حتى إني نسيت وانا الملم أغراضه من منزلي ماذا له وماذا لي.
بعده وتأخره اراحني بعض الشيء فقد كنت متوترة تقدمت أكثر في الشقة انتبهت الآن فقط لصوت بوب مارلي الآتي من حاسوبه، اول القصيدة كفر!!، تلك قائمة أغانينا المفضلة اعلم ان بعدها مسك الليل لسعاد ماسي.
ثاني حاسة من حواسي ستصحو بعد سمعي، إنها الشم.. رائحة بمنزله عالقة بزواياه مزيج من عطره وعطري أو هكذا اتخيل، تأكدت من الرائحة، لا فهي رائحة ذكورية صِرفه، لا يوجد حتى رائحة لأنثى مرت من هنا، لطالما اخبرته ان له رائحة مميزة ما ان شممتها ميزتها وطمأنتني بأنه قريب..
اعلم ان كل الرجال فيرمونات رائحتهم الرجولية أقوى من فيرمونات المرأة ولكن هو مختلف رائحته تعني لي انا، اذن المختلف برائحته هو احساسي بها..
نظرت لكل شيء جديد تغير في بيته منذ رحيلي، لم تتغير عاداته كثيراً، الكثير من كتب الإدارة والإعمال، فنجان قهوته المرة، رشفة واحدة من الإسبريسو تكفي أن تسبب لي الحموضة لليوم كله وأكثر من جهاز تكنولوجي ما بين هاتف وحاسوب ولا اعلم الثالث هذا ما اسمه، لطالما تعاركنا على كثرة انشغاله بأجهزته وارقامها السرية الصعبة التي يختارها..
هو: تفضلي.
انظر الي صندوق معدني به الكثير من الانبعاج والصدأ.
أنا: اهو هو؟!
ابتسمت واكاد أن أدمع افتحه واشتمه ليتحدث هو عني: عملاتك المعدنية التي جمعتها طوال طفولتك، تذكرين ماذا قلت لك وقتها، ارى يدك الناعمة الصغيرة لا تستطيع ان تحملهم فيقعون منها تركضين بهم اليّ ولأكني أباك، فرحتي بك يومها كانت فرحة أب.
ابتسمت واومأت برأسي: شكراً من الجيد إنك احتفظت به.
خلفه صندوق كرتون كبير فتحه لأجد به الكثير من مشابك الشعر، جوارب شتوية، كأس نحاسي لقهوته، وعلى الواجهة كان كتاب عابر سرير نزلت التقطه بنفسي فتحت أول صفحة لأجد إهدائي: “عابر سبيل” هذا أصل الكلمة وعابر سرير هنا تعني انه محب آت ومحب راحل، لا تقلق سوف لن تكون ابداً عابراً على سريري..
اقفلته من دون اي ردة فعل على وجهي كأنما من كتبت هذا الكلام لا سابق معرفة لي بها..
تناولت صندوقي وضغطت على قاعدته: شكرا
ابتسامة عريضة هي ما على وجهي سيصدقها اي شخص الا هو..
هو: انتظري ان اساعدك سأضعه لكِ في المصعد.
انا: شكراً.
تخترق آذاننا كلمات لطالما تغنينا بها فقد حان وقت مسك اليل
“فهاد الوقت الحال كل دقيقة يتبدل
فهاد الوقت اوراق الشجر تبدأ تدبل
ريحة تراب تصب الشتاء
دمعة في عيني تلعب ونتفكرك انت”
صمتنا أكثر لنسمع ونعذب ضمائرنا التي تخاذلت وجعلتنا نترك كل ما كان وراء ظهرنا ونتمسك بمواقفنا الواهية.
“فهاد الوقت تغيب الشمس ما تزيد تبان
يبان لي طريقي طويل ولا بيك انت
توحشت الطرقات اللي حفظوني
توحشت حتى الي كرهوني”
انا: لو تركت احساسي هنا يمكن ان ابقي لدهور، لا يمكن ان يأتي الشتاء من دونه، لا اريد ان اتذكر لمحة واحدة من شتاء العام الفائت ستنفجر بي ليالي باردة لم يكن بها غير جسده ما يدفئني، اه بمناسبة الشتاء البيجامة التي يرتديها الان انا اهديته إياها
تقدمت بأتجاه الباب بسرعة لم يتحرك هو سمعت صوته ينادي اسمي وعقلي يخبرني ان لا تستجيبي، رفض قلبي النصيحة وكانت هذه اول زلة له، استدرت أدركني بطلبه مني الجلوس لدقائق.
جلس على الكنبة الكبيرة وجلست انا الى جواره ليس في تردد أو ضعف بل كصديقة قديمة مهتمة بما سيقول.
هو: تعلمين أنى ذهبت للطبيب النفسي منذ اسبوعين؟
انا: آها رائع، نصحتك من قبل بزيارته، وماذا اخبرك؟!
نظر لي وكانت هذه اول نظرة تتلاقي بها اعيننا من دون حركة او تظاهر ان النظرات لا ترسل شيئا عبرنا.
هو: صدمة كبيرة جعلتني اخاف من الحب والتعلق.
انا: اه لعله موضوع ندى، حبك الاول؟
يتنهد: لا تماما لا، علاقاتي مع النساء هي ردة فعل لا أكثر، ما انكسر بداخلي أكبر.
انا اتنحنح فأنا لطالما خشيت اقتراب هذه المنطقة: لعله والدك فليريح الرب روحه.
هو: انا لا أحزن عليه مريم.
انظر له كأنما اخترق روحه فأنا اعرف المستور بها: حزنت عليه واشياءه الصغيرة عذبتك، مازالت قداحته ترافق فراشك.
هو: ولكني فعلاً ما اتذكره منه مجرد صور ومواقف وتواريخ اذكرها جيدا، لا شيء أكثر لا مشاعر لا حزن لا اشتياق لا تمني للرؤية مرة اخري. لا شيء مريم لا شيء.
وضعت يدي على كتفه بهدوء اكتم الكثير من مشاعري لربما اريد أقنعه انها طبطبه من صديقة قديمة، اقاوم نفسي ان لا اقوم واحتضن رأسه على صدري اقبل راسه وشعره ليطمئنه نفسي الهادئ.
يضحك في سخرية من نفسه لطالما فعلها ليداري بها مصائب مخبئة: اذن انا مريض.
انا: وماذا بها؟، انا ايضاً اعاني اضطراباً عاطفياً ومرض حقيقي.
يضحك أكثر: اخبرتك قبل ذلك بكثير أنك مريضة عزيزتي لو أنك سمعتِ كلامي لوفرت عليك ثمن فيزيتا الاطباء.
اقتربت من اذنه وهمست: انت الرجل الوحيد الذي جعلني اذهب لطبيب.
اردت ان أكمل لأنك كنت الاول والاخير، تلخصت الرجولة بك ايها الطفل الضائع المقاوم لحضن امه.
قمت فمسك يدي ان اجلسي لم انه بعد.
عدت الى جواره: غيرت نفسي من اجلك من أكبر الى أصغر الأشياء، من تفكيري عن الله، الى شرب الشاي بالحليب عوضا عن القهوة، ولم يرضِك وبقيت انا الغير مطيعة العنيدة الصعبة المعشر.
هو: مريم اخذتي مني شهوراً لتحرزي هذا التغير.
انظر اليه أكثر ويحتد واحدا منا على الآخر: اردت ان أبدل عمرا عشته في قوقعتي وحدي، لتخرجني لعالمك في ايام نعم استلزمني الامر شهورا، الا كنت تخشي ان تغيرت معك في ايام ماذا كنت ستري بي!، فتاه امعة سيلعب برأسها وافكارها من ما كان، اعجبت في البداية بقوتي وحفاظي على نفسي سنينا لم أكن بحاجة ان احافظ على شيء منها.
هو: اعلم، اعلم ايضا أنك شخص جيد جدا، ولهذا انا لا أفرط بك.
اتمتم: لا تفرط بي بالطبع فأنا قميصك المهترئ القديم قضيت به ذكريات مميزة فاحتفظت به رغم سوء معاملتك اياه، لا يصلح لان ترتديه ولا تريد ان تعطيه لمسكين، فليبقي على الرف منتظرا ان تتذكر وجوده من حين الى اخر لتتكرم عليه وتخبره كم هو مميز عندك.
احتد عليا: لا مريم، لم يكن الامر هكذا، تشوهين الصورة في عقلك أكثر من اللازم.
مررت اصابعي بين خصل شعري بيأس وأضم رأسي على بطني سائلة اياه: كيف كان اذن، في كل مرة كنت تخبرني سبباً لفراقنا، ها تفضل ما هو آخر سبب توصلت اليه؟!
رن هاتفي في حقيبتي لم أتجاوب معه، ليكمل هو: دعك الان من أسباب خلافنا، ما بي انا لا يقف عندك او عند غيرك، اريد دائما ان ابقي في علاقات ليس بها الكثير من الحب ولا الدفيء لأبقى حراً يبقي قلبي عندي، لا يثيره بعد ولا غيره، ولربما ابقى مع واحدتهن فقط للفضول، متعة ان تتعرف على شخص جديد وتضيفه لقائمتك، وتكون قد قررت مسبقاً أنك لن تبقيه أكثر من أيام، مجرد ان يهدأ الفضول ستزيل الشخص بتفاصيله من امامك، الوضع اختلف معك والمدة طالت.
رن هاتفي للمرة الرابعة لينتبه هو انه كثير الالحاح، قمت افتح حقيبتي ونظرت لاسم المتصل وخشيت ان يقلق أكثر من ذلك، فقد كان فاضل، كنت وقتها لا اعرف نهايتي معه اعتقد انه من الجيد ان اضع رجلاً بديلا لأخر، خصوصا ان فاضلً لم يكن اقل منه في اي شيء بل قد يكون هو نقيضه الأفضل، هو الشخص الذي طالما تمنيت ان يتغير ليصبح هو، أقصد الجالس الى جواري.
اجبت عليه في تمويه ظاهر لا انطق غير: ألو، اهلاً، لا لا كل شيء على ما يرام، حقا، متى، أيمكن ان يكون بعد ذلك بقليل، حسناً، لا شكراً، سلام.
لم توضح إجاباتي ان كان المتصل رجلا ام امرأة.
عدت اليه وقد اصابني التوتر أكثر جلست مرة اخري ولكن هذه المرة جسدي غير مرتاح.
نظر لي ولحركات جسمي كأنه يقرأني: من كان المتصل؟!
انا: لما تهتم؟!
هو: حسناً، ستجاوبين على ايه حال، من كان المتصل؟!
علت نبراتي: ما يهمك في ذلك لم اعد جاريتك ليس من شأنك.
قام بلمح البصر لطالما كان رده فعله سريعة فتح حقيبتي واخد منها الهاتف فوجد انني فعلت نفس فعلته، أضفت كلمة سر!
هو: افتحي الهاتف
انا في محاولة لإغاظته ولكن ليس من باب طرافة الطفلة بل امرأة تنتقم: ليس من شأنك بعد الان
رمي الهاتف ونظر لي في صمت ثم استنتج: اذن تعلمتيها يا صغيرة، تعلمتي إدخال الجديد لنسيان القديم
التقطت الهاتف من على الارض: نعم فأنا تلميذتك
وضعته في حقيبتي، جاء امامي ونظر نظرته التي يعرف انها تسيطر على ولا يحتاج ان يفسر لي بها شيئا، تجاهلت نظرته قلبي يصم اذني من طنينه، اشحت نظري وانا أفكر ان اهربي وبسرعة سوف لن تتحملين فراقه خطوة بخطوة فلتفعليها مرة أو لن تحدث للأبد، قد يكون الفراق اشد ألماً من خلع ضرساً قوياً بثلاث جذور مغروساً في عضم صلب بلا مخدر.
صفعني صفعة خفيفة لطالما اضحكتني تماما مثل الطفل الذي تداعبه بعنف ولكنه يعرف نواياك الطيبة فيضحك لك.
لم ابتسم غير قليلا، فألحقه بالصفعة الثانية، انظر اليه ولا افهم ماذا يحاول فعله، ايذكرني بما بيننا، ام يحاول يختبر نفسه ان كان مازال مسيطرا على احساسي الواهي الضعيف امامه.
صفعني الثالثة ثم الرابعة وارتسمت علي وجهي ملامح غيظ من دون كره، توقف عن الصفع وتوقفت انا عن الغيظ لم أرد له اللعبة كما كنا كلعبة قط وفأر.
استلقي على الكنبة مد لي يده: تعالي
هدأت الى جواره كأنني مسلوبة او مسحورة، أغمض عينيه ولم أستطيع انا ان افعل مثله، بقيت اراقب تفاصيل وجهه، احبه هذا كل ما يدور ببالي، اراه جميلا قد يكون أكثر بعشرات المرات مما يراه الناس ويراه هو في المرآه.
اقتربت قليلا لاشتم نفسه لأخر مرة فأنا اعلم ان لا يمكن ان نقترب بعد اليوم بهذه المسافة.
عيوني تدمع وتشوش عليا رؤياه اخشي ان فتح جفنه في اي لحظة يراني هكذا.
مرت خمس دقائق على الاكثر وانا ما بين خلع ملامحه من عقلي للأبد وما بين اشتعال حواسي الخمس بأنه مازال امامي قد يكون لم ينته الامر بعد، لما لا تكون نهاية مفتوحة.
قفز قلبي من فتح عيونه نظر بعيدا لم ينظر بوجهي.
قمت من جواره واخبرته في برود: ان كنت نعس ادخل تدثر في فراشك، انا ايضا تأخرت يجب ان ارحل
قام وشد أطراف سترتي حتى ارتد صدري عليه بقوة: سترحلين؟
توسمت امامي صفات الإله المراقب وتذكرت ان ما افعله خطية ففي قاموس الله لا يوجد حب، الا حب الازواج الشرعيين بإشهار وشقة مريحة ومهر مناسب.
رجعت خطوة وقد خفت قوة يده الماسكة بي، اعدلت من نفسي وهممت ان ادير له ظهري، مسك بي من الخلف كمصارع يبدأ في تسخين اللعبة – وهذه حقيقة كان مغرم بالملاكمة ولعبها لفترة طويلة وكان بارعا فيها مثلما أخبرني هو وأراني بقايا اشياءه في ذلك الوقت – كان عنيفاً في مزحه في غضبه في الفراش ايضاً، اقاوم بالإبتعاد ضمني بساعده أكثر شعرت بسخونة جسده لأول مرة منذ شهوراً بعيدة.
انا: اريد ان ارحل.
قلتها كأنما لا تعجبني لعبتك.
مسك يدي الي خلفي ليقيدني أكثر ويشل حركتي ساعده مازالت تحتضن رقبتي، تقريبا كل جسده يلمسني.
لحظة اتنبه أنى في حضنه فيخبرني قلبي استديري وقبليه، أفرغي عليه غل الشهور الباكية فلتعضيه كما تحبين.
اقاوم أكثر فيغير هو من الوضعية ليضع رجله بين رجلي ويجبرني على الوقوع على الارض، لم اري متي أصبح فوقي، كان مباغتا في حركاته.
اسمع تحذير قلبي: ان سمحتي لجسدك ان يلين له للحظة ستضعفين وتأتين الي في الغد باكية شاكية اياه وطالبة نسيانه
ذقنه تلامس وجهي، اللهي كم اشتقت له، انت تعلم ما في القلوب من ضعف
اقاومه أكثر وانا عازمة على دفعه فعلا اتصور أنى سأنجح، يضع رجله على اطرافي المتحركة وانا أشل أكثر، جسدي يستمتع أكثر بهذه المقاومة، يأتي في بالي فيلسوف لا اذكر اسمه الان ان في داخل كل امراه امنية بالاغتصاب للذة المقاومة.
اخرج صوتي حاملا نوعا من الغنج ونوعا اخر من محاولة التخلص منه.
انا: لم نعد لبعض منذ الان لا يمكن ان يكون هكذا مزاح بيننا
هو يقبض على اطرافي المتحركة أكثر: وانا لا امزح، اريد ان اري مدي قوة عضلاتك
اصرخ انا وليس للألم فلم يكن يؤلمني اصلا فهو حنون حتى في عنفوانه.
– لا اريد ان اصرخ واستغيث ليسمعونا الجيران، ابتعد.. اقصدها لا اتغنج ابتعد
اشتم رائحة عطره الممزوج بدفاء جسمه، اثارني هذا العطر وقت ان اشتريته له فأحببت ان اجربه عليه. اقنع عقلي بأن ما نفعله ليس من شهوة تعلم اننا طفلان مشتاقان، اعرف انه ليس بحالة اهتياج، هو يفعل ما كان يفعله من قبل حتى يتأكد انني ما زلت مسموحة له
ارتخي جسدي كثيرا في حواري الملتوي المنطق لعقلي فراحت مقاومتي وهو ايضا اوقف اللعبة قام من عليا، وجسدي يتذمر ان لما جعلتيه يقوم لما لم تخرجي ما بك من احتياج.
اقوم واعدل من شعري وأرد على جسدي ما بك ليس احتياجا، احتياج روحي لحضن مطمئن هو ما يخلط عليك الامر أنك محتاج جسد آخر تشاركه، انت هادئ وانا هادئة، تحتاج دفئه ليس لتمارس الحب معه بل لتستمتع بدقائق تخرج فيها من التوحد مع الذات، لطالما اجبرتني ان اثيره واغريه لأسحبه لفراشي، لطالما مثلت النشوة والهيام وفي الحق كانت شهوة روحي هي ما تحركك، حتى أنك وقتها اخبرتني أنك لم تستمتع كثيرا، ولكن قلبي كان قد امتلئ بنشوة القرب، بصرخته في ذروة متعته ان يقولها، يقول أنى احبك، ينادي باسمي في انتفاضه جسده.
– أخبريني ماذا تقولين للناس عني، صديق للعائلة؟!
انظر في المرآه اهندم من نفسي: شيئا كهذا
حملني من امام المرآه وجعل راسي عند رجله ورجلي فوق كتفه، قلبني كما قلب حياتي منذ أكثر من سنة، خفت ان لا يعدل وضعيه جسمي كما لم يغير شقلبه حياتي على يده.
نجح بأن يوصلني للضحك عاليا عدت ابنته من جديد يتحرك بي في الغرفة وانا ارفرف بقدمي فرحا، بقينا هكذا حتى استغثت به ان أنزلني سيتوقف قلبي ضحكا وخوفا، كان قد اقترب من الفراش فرماني عليه.
اصطدم ظهري وانا لا زلت اضحك، تركت نفسي اتغنج في ميوعة جسمي وفي نظراتي، وقف لاهثا ينظر لي من أخمص قدمي حتى خصل شعري التي تخفي ملامح من وجهي، اقترب فوقي وعاد للعبته يقاوم يدي وأقاومه انا بأقل قوة عندي متعمدة بأن اجعله يحس إنه الصياد وقد وقعت الفريسة في شباكه ولم يبقى الكثير من المقاومة فلحظات الأكل اقتربت والفريسة استسلمت.
وإذا بصوت عقلانيتي الذي صممت اذني عنها طوال اللعبة يهمس لي فسكتت ضحكاتي لأسمعُه جيداً: ان قومي واوعدك ان سيحبك بعده رجلاً أفضل منه، لا تتخيلين أنك لن تعشقي غير تفاصيله، ستحبين بعده وتوهبين كل ما اردتِ اعطائه إياه مجاناً، قرر قلبك ان يكون هو الأول، وانا أقرر لك انه ليس الأخير، سيكون لكي زوجاً لا مراهقاً يتلاعب بك حتى يخفي عيوب نفسه، إذا كان قرارك ان تتركين كيانك الرائع بيدين طفلاً خبيثاً فلا تطلبي مني النصيحة مرة اخري.
لهثت ورعبت من فكرة انني أتهاون في تقديري لذاتي، تظاهرت سريعاً بالإستسلام حتى خفت قبضة يده، تسللت من بين جسده الملقى بثقله كله عليّ وركضت، أرتب ثيابي وشعري وسط ذهوله وإستغرابه عيناه تراقبني لا يفهم أهذا جزء من اللعبة، ابحث عن حذائي الذي ترك قدماي اثناء المعركة المزيفة، وضعت به أصابعي ولم أكمل دفعهما حتى ركضت أنقض فتحاً للباب.
– لتكن مشيئتك إذن.
أفضل لي مؤانسة الوحدة في ليالي البرد بكرامة عن عشقي لحواسه الخمسة الكذبة، أخذت قلبي معي من ضمن أغراضي التي كنت أودعته إياها لسنة ونصف كاملة.. لأكتفي بي.